________________________________________
من لطمك على خدك الأيمن فحول له الأخر,ومن أراد أن يأخذ ثوبك فأترك له رداءك ايضا".
ماذا يقصد السيد المسيح بقوله هذا ؟وكيف ينطبق قوله في ايامنا هذه؟
في الانجيل المقدس تعابير ورموز واساليب أدبية,اذا تمسكنا بحرفيتها ابتعدنا عن معناها ومغزاها الحقيقي .وهذه الاية لايقصد بها المسيح بأن على اتباعه ان يكونو خنوعين,مهانين,صامتين امام كل ظلم وتعسف وانانية وعدوان يصيبهم من الغير,وألا لكان المسيح مشجعا لهذه التروات البدائية في علاقات الانسان مع اخيه الانسان.والمسيح اول من ثار على العدوان,كما يظهر قبل موته امام حكام اليهود,حين جاوب احد الحراس الذي لطمه على خده من دون سبب:"ان كنت أسأت في الكلام فقل لي أين الاساءة.وان كنت أحسنت في الكلام,فلماذا تضربني؟(يوحنا18:23).أليس هو الذي طرد بسوط باعة الغنم والحمام والصيارفة من الهيكل؟ ومواقفه مع الفريسيين وقادة الشعب تشير أنه لم يكن خنوعا على الاطلاق.فقصد المسيح هو الالتزام بجانب السلام والهدوء وسعة الصدر في علاقاتنا مع القريب,ولو كلفنا ذلك التضحية ونكران الذات:أن نتحاشى دائما تأزم الامور والتعقيد ,وأن نجد لمشاكلنا حلولا متسمة بالمحبة والتسامح والفطنة والوداعة .ونفهم قول المسيح هذا في منطق قوله الاخر:"مادمت مع خصمك في الطريق وففاوض معه في ماهو للصلح" أي اذهب الى اقصى حد ممكن في التحاور.فالروح المسيحية الحقة تدعو دوما الى هذه الخلقية,وخاصة في عالم تسوده الانانية وروح السطو والسيطرة والمصلحة الذاتية والاخذ بالثأر.
هذا ولاينبغي ان ننسى ان علينا مقابلة الامور بروح العدل والحق ,فالروح المسيحية حين تكون متحلية بالمحبة,لا تترك العدالة جانبا ولا ننفيها, فالمسيح قال: "بالكيل الذي تكيلون يكال لكم" معنى ذلك بأن من الواجب ايضا ان نلتزم جانب الحق وندافع عنه بكل طاقتنا,حتى وان اضطررنا الى ان لايكون لغير العنف بديلا,نابذين كل حق مهدور[b]