أسئلة شبابية مجاب عنها-فى مجال الإستشارة النفسية
(1
لا أتقن تزويق الكلام ...!
أسلوبى فى الحياة الوضوح مع النفس اقول الحقيقة ولا اتقن تزويق الكلام واواجه اخطاء الآخرين بشكل مباشر
لذا يعتبر البعض اسلوبى جافاً .. أريد التعليق.
انه لمطلب مسيحى أن يكون الشخص واضحاً ، يستخدم اسلوباً صريحاً فيما يقول او يفعل
وألا تحمل كلماته اكثر من معنى ، فعليه ان يعرف بالتحديد مايريده
ولكن هناك عدة ملاحظات وتحفظات ...
1- إذا أخطأ شخص ينبغى لنا – من منطلق مسيحى – أن نعامله بأسلوب يحفظ له كرامته كإنسان لأننا نحن أيضاً معرضون للخطأ مثله
2- يجب ان نستخدم الاسلوب المناسب الذى يتفق مع طبيعة كل فرد نتعامل معه ، فالأسلوب الذى يصلح استخدامه مع شخص ما قد لا يناسب شخصاً آخر أكثر حساسية ... هناك شخص يفهم من نظرة أو من تعبير وجه او اشارة ، وآخر لايشعر بالخطأ إلا من خلال التبكيت الشديد .
3- إن درجة علاقتنا بالشخص تحدد طريقة وأسلوب الحديث معه .. فالصديق الحميم قد يحتمل منا كلاماً وعتاباً شديداً قد لا يحتمله شخص آخر ليس لنا معه علاقة قوية ، ومن ثم يتطلب معاملة خاصة.
4- إن مانراه من اخطاء وسلبيات لدى الآخرين لايمنحنا الحق فى ان نواجههم بها حتى لو كان الهدف من ذلك مساعدتهم على تصحيح اتجاهاتهم ، إلا اذا اتاحوا هم لنا الفرصة طالبين العون ... هنا لن يؤذى كلامنا مشاعرهم ، بل سيُفهم كنقد بناء من شخص محب ، إذ ان المحبة لا تظن السوء ، ولا تفرح بالإثم بل بالحق ، ولا تتفاخر ، ولا تقبح ، ولا تنتفخ (1كو 13)
5- فى جميع الاحوال ينبغى لنا ان نستخدم مع الآخرين اسلوباً اكثر لطف، وقد نحتاج فى بعض المواقف الى استخدام اسلوب التلميح بدلاً من التصريح ، بل قد يتطلب الأمر فى مواقف اخرى صمتاً دون اى تعليق.
(2) حب استطلاع ..!
أنا فتاه عمرى 19 عاماً ومشكلتى تتلخص فى ان لدى حب استطلاع شديد مما يجعلنى اتطفل على الآخرين كى اعرف بإلحاح معلومات وأخبار ربما لايريدون الإفصاح عنها مما يؤدى الى نفور البعض منى ... فهل من علاج لهذا الإستطلاع المدمر ..؟
الإنسان بطبعه محب للمعرفة يسعى نحو اكتشاف الامور الغامضة ، ويوظف عقله للتنقيب عن اسرار الكون ، ولولا ذلك لما اكتشف العلماء كل هذا الكم من حقائق الطبيعة ، ولما سخروها فى خدمة وفائدة البشرية ... لكن قيمة المعرفة التى نحصل عليها بالعقل ، الذى وهبه الله لنا ، ان تكون معرفة مفيدة لنا وللآخرين . هذا ماجعل العالم كله يذكر بالخير كل عالم أدى خدمة انتفعت بها الانسانية ، وكل مخترع ضحى بنفسه وجهده وصحته من اجل الخير ... وهذه هى القيمة الحقيقية للمعرفة التى يحصل عليها الانسان ، ان تساهم فى خير الآخرين ، لا ان تظل حبيسة عقله لايفيد بها غيره .
الأخت العزيزة ...
ما قيمة معرفة أسرار الآخرين بالنسبة اليك ؟...
وما الفائدة من ان تطلعى على امور لايحق لك ان تعرفيها ؟... اننى اعلم ان لديك رغبة شديدة داخلية لاتقاوم فى معرفة اسرار الناس ... وربما كانت هذه الرغبة امتداداً لحب الاستطلاع الطفولى ، والذى كان عند كل فرد منا حينما كنا نريد ان نعرف خبايا الامور بلاهدف واضح وكنا نريد احياناً ان نكتشف مالدى الآخرين من اشياء وربما طمعنا فيها ... وكلها مشاعر طفولية ، تزول تدريجياً كلما نضجنا ، وكلما تحررنا من الذاتية والانانية ، وكلما تضاءل ما لدينا من فراغ داخلى ، فراغ الوقت والعقل والقلب .
إن تحرك الشخصية نحو النضج يرقى اهتماماتنا ويرفع مستوى رغباتنا ، ويجعلنا ننظر الى الآخرين كأشخاص لهم قيمتهم الإنسانية ، وبالتالى نحترم خصوصياتهم واسرارهم ، ولا نستثمر اخبارهم وحقائق حياتهم من اجل متعنا العقلية ، ولا نحولهم فى نظرنا الى ادوات نلهو بها لنعرف مابداخلها...!
لذلك نقترح عليك ان تعيدى النظر فى موقفك من الآخرين ، وعلاقتك بهم .. حاولى ان تفكرى فى موقفك من زميلة لك تريد بشغف ان تعرف ادق اسرارك .. هل سيلقى ذلك منك ترحيباً ام صداً وضيقاً ؟..
والى اى مدى يجب ان تفعلى ذلك مع الآخرين (( فكل ماتريدون ان يفعل الناس بكم ، افعلوا هكذا انتم ايضاً بهم)) (مت 7 : 12)
حاولى ان تشغلى وقت فراغك وان تشغلى تفكيرك بما هو ارقى .. وتشغلى قلبك بصلاة
(( يارب يسوع المسيح اعنى )) التى متى رفع الانسان قلبه بها بتكرار وثقة ، طلباً للرب يسوع شخصياً ، وجد لها تأثير عميقاً فى تجديد النفس وتنقيتها من شوائب الذاتية .
اطلبى من الرب يسوع نفسه ان يحررك من هذه الافكار الملحة .. وعلى الجانب الآخر كونى ايجابية فى مساعدة الآخرين فى ضيقاتهم متى اتيحت لك بالصدفة ان تعرفى اسرار ضيقاتهم، فهذا من شأنه أن يحول الفضول الى عمل محبة .. والرب معك .
(3) بين الثقة بالنفس والتواضع ...!
هل تتعارض الثقة بالنفس مع التواضع بمعناه المسيحى ؟ .. وهل إنكار الفرد لإمكانياته وقدراته الطبيعية يساعد على مزيد من التواضع ..؟
كل شخص منا له موقف من ذاته ورؤية لنفسه ، فواحد يرى ذاته اكبر من حجمها الطبيعى ، وهذا هو كبر النفس والكبرياء ، فهو إذن يبالغ فى تقدير إمكاناته ... وآخر يرى ذاته فى اقل من حجمها الطبيعى ، وهذا هو صِغر النفس او احساس الدونية ، فهو إذن يقلل من شأن قدراته الشخصية .. وثالث يرى نفسه فى حجمها الطبيعى وهذا هو التواضع ان يعرف الشخص حقيقة ذاته فى نور الله ، ويعرف قدراته ومواهبه ويحاول ان ينميها بالتدريب ، ومن ثم ينتج وينجز ويبدع ومتى فعل ذلك شعر بالرضا وتحقيق الذات .. هنا تنمو لديه الثقة بالنفس التى تساعده بدورها على مزيد من نمو القدرات .
هناك فارق بين ان تكون الثقة بالنفس نابعة من التواضع أو أن تكون نابعة من الكبرياء ، فالأولى تراعى الامكانات والقدرات الحقيقية المتاحة فلا ترتئى فوق ماينبغى ( رو 12 : 3)
اما الثانية فهى مزيفة ترى للذات امكانات غير واقعية .
هناك إذن ثقة بالنفس حقيقية نابعة من التواضع المسيحى وثمرة طبيعية له ( وبالتالى هى لا تتعارض إطلاقاً معه )
وهناك ثقة بالنفس زائفة نابعة من الكبرياء وتتعارض بالتالى مع التواضع بمعناه المسيحى .
أما إذا انكر الفرد إمكاناته الطبيعية فى محاولة للظهور بمظهر المتواضع ، فغالباً مايعوض ذلك بشكل لاشعورى بتضخيم حجم الذات فى نظره ، مما يؤدى به الى حالة من كبرياء النفس المتخفى فى ثياب التواضع المزيف أما المتواضع الحقيقى فيدرك امكاناته الحقيقية كما يتفهم عيوبه ونقائصه .
(4) المواقف الجديدة ....!
أشعر بالإرتباك الشديد عندما اواجه موقفاً جديداً ، او موقفاً مفاجئاً ، فمثلاً كنت اضطرب عن أداء الاختبارات الدراسية ... والآن أضطرب فى المقابلات اللازمة للإلتحاق بالعمل ، وأشعر بثقل المواجهة مع الآخرين فى الحفلات أو الإجتماعات ... إلخ .
أنت تعانى من الخوف من المواجهة .. قد يكون ذلك ناتجاً عن الاسلوب الذى نشأت عليه منذ الطفولة .. لكن بمقدورك – بنعمة الله – ان تغير ذلك من خلال الآتى :
1- كلما مضى بنا العمر كلما إزددنا خبرة ، ومن ثم المواقف اليومية أموراً متكررة يمكننا انجازها بجهد أقل وبإتقان أكثر وبقلق اقل .
2- حتى إذا اضطربنا فى مواجهة موقف ما ، فلا ينبغى ان نركز على انفسنا او نضيق بأنفسنا إذا اضطربت ، فذالك من شأنه أن يزيد من شدة الإضطراب ولكن دعنا نتفاعل فى الموقف الذى نواجهه بغض النظر عن اضطرابنا فالتفاعل والتحدث وإكمال العمل الذى نحن بصدده من شأنه أن يخفف حدة الاضطراب .
3- لا يجب ان نعاتب انفسنا بعد انتهاء الموقف ، ولا يجب ان نستعيد تفاصيل الموقف او نحلل جزئياته ظناً منا بأن ذلك سيحصننا ضد الإضطراب فى الموقف التالى ، انما العكس هو الصحيح ان معاتبة النفس تهيئنا اكثر لمزيد من الإضطراب فى الموقف التالى ، اما تجاهل الموقف والاكتفاء بما تعلمناه من الموقف ذاته فى حينه فإنه يعطينا حصانة تدريجية من حالة التوتر فى المواقف التالية .
4- ينبغى ان نحاول ان نكون تلقائيين فى مقابلاتنا ومواجهاتنا ، ولا ينبغى ان يدفعنا قلقنا الى الإعداد للموقف بشكل دقيق ، فذلك يضفى على الموقف اهمية مبالغ فيها ، ويجعلنا اكثر توتراً ، ولكن دعنا نتصرف بشكل تلقائى حتى لو أخطأنا التصرف فالمحاولة حتى لو كانت مصحوبة بأخطاء تكسبنا كثير من الخبرة ومزيداً من الثقة بالنفس ، وتحسن أداءنا فى المواقف التالية .
5- ليتنا نحاول ايضاً ان نبادر بالتعارف على الآخرين من خلال اللقاءات والحفلات .... إلخ
فهذا يدربنا على مزيد من المواجهة .
(5) خجل وقلق شديدين...!
أنا فتاة حاصلة على دبلوم .. وقد تم اختيارى للخدمة وبالرغم من تحضيرى الدرس ، إلا اننى عندما اقف امام الفصل لا أعرف ماذا اقول ، إذ اشعر بخجل وقلق شديدين واميل الى الانطواء والعزلة عن الناس ... فهل اواصل الخدمة ام اتوقف ؟ وإن واصلت كيف أتصرف ؟
يبدو ان ماتشعرين به من قلق وتوتر عند مواجهة الناس يرجع الى الطريقة التى نشأت عليها منذ سنوات الطفولة الأولى ، فربما لم تعتادى مواجهة الناس من خلال الزيارات والرحلات والأنشطة الإجتماعية والدينية مثلاً ... وربما تكون قلة التعامل والمواجهة مع الآخرين قد ادت بك الى التركيز على ذاتك (عالمك الخاص) ومن ثم لايفسح المجال بسهولة لدخول آخرين فى حياتك ، وربما يكون ذلك سبباً فى الميل الى الانطواء والعزلة عن الناس كما تقولين.
وبحسب فهمى لرسالتك ، أرى ان هناك حلقة مفرغة يجب ان تخرجى منها وفى هذا يكمن العلاج ... هذه الحلقة المفرغة تبدأ بالتركيز على الذات مما يؤدى بالشخص الى الأهتمام الشديد برأى الآخرين فيه عند أدائه لعمل ما ، وهذا يجعله يشعر بالتوتر والخجل فى مواقف المواجهة مع الناس (كما هو حادث معك وانت تقدمين الدرس ) وهذا بدوره يضعف القدرة على الأداء (كما حدث معك حينما نسيت ما أعددته من افكار ) الذى يؤدى بالتالى الى ضعف الثقة بالنفس وقد يحاول الفرد تعويض ضعف الثقة بنفسه بمزيد من التركيز على الذات وهكذا تستمر الحلقة المفرغة .
علينا إذن بكسر هذه الحلقة ، وهذه ليست مشكلتك وحدك فكلنا بدرجات متفاوتة نمر بمثل هذه المواقف ... ويمكن كسر هذه الحلقة من خلال الخروج عن الذات ، ومحاولة استرداد الثقة بالنفس بأسلوب إيجابى .
عليك بالخروج من العزلة ومواجهة الحياة والأشتراء فى الأنشطة الإجتماعية والكنسية ، وانتهزى فرص الرحلات والمؤتمرات والندوات والحفلات الكنسية للإندماج مع الناس تدريجياً والتعبير عن رأيك الشخصى وإبراز وجهة نظرك وملاحظاتك بل وانتقاداتك البناءة فهذا من شأنه ان يكسبك قدرة على الحوار والتفاهم مع الآخرين.
حاولى ان تكتشفى مواهبك وابداعاتك وحاولى ان تفيدى الآخرين بها .. يفيدك ايضاً ان تبدئى خدمات فيها خروج عن الذات واضح مثل خدمة الملاجئ واخوة الرب وافتقاد اطفال مدارس الاحد واكتساب خبرة فى التعامل مع اهالى الاطفال .. وقد يكون من المفيد تأجيل خدمة تقديم دروس مدارس الاحد والتركيز على افتقاد الاطفال بينما تتولى زميلة لك تقديم الدروس فى حضورك وتشاركين انت تدريجياً فى إبداء الملاحظات والتعليقات على الدرس ، او الإشتراك فى الصلاة والترانيم ، وتدريجياً يحدث الاندماج فى الخدمة بل وفى الحياة كلها .
يضاف الى كل ماسبق التعرف الشخصى بالرب يسوع الذى يحررنا من سلطان الذات ويعرفنا طريق المحبة الحقيقية ويأتى التعرف به من خلال التوبة الصادقة والصلاة ... الرب معك .
(6) بصراحة شديدة ...!
مشكلتى الصراحة الشديدة ... فأنا أقول كل ما أشعر به بلا تجميل ولا تزويق ولا مجاملات وكما يقول التعبير الشائع ( اللى فى قلبى على لسانى ) وهذا بالطبع لايرضى الكثيرين ، ومن هنا تأتى مشكلتى فى العلاقات مع الآخرين !!
الأخ العزيز .. ان ما أسميته ( الصراحة الشديدة ) اخشى ان يكون مرادفاً ( للنقد اللاذع ) الذى لايرضى الكثيرين كما ذكرت فى رسالتك لذلك فأنه من الحكمة ان ينطق الشخص بكلمات رقيقة مناسبة للموقف وينظر الى مميزات الآخرين ويتغاضى عن عيوبهم لأنه هو ايضاً له عيوبه التى لايتوقع من الآخرين –بالتأكيد- من الآخرين ان يلقوا الضضوء عليها ولهذا قال المسيح مخلصنا (لا تدينوا لكى لا تدانوا)) (مت 7: 1)
((وكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضاً بهم)) (مت 7 : 12)
ان استعمال اسلوب لبق فى الحديث يتغاضى عن عيوب الآخرين ويحترم اختلافاتهم الفردية وتمايزاتهم الشخصية ، هو – فى الواقع – اتجاه مسيحى ، اما ما تطلق عليه ( التجميل والتزويق والمجاملات ) بمعنى مدح الشخص على ميزة ليست فيه او على سلوك خاطئ يفعله فهذا والحق معك أمر غير لائق مسيحياً،
انه نفاق ، اما كلمات المحبة الصادقة فتخلق التواصل وتنميه بين الناس .. كذلك لاينبغى انا ـاتى كلمات المجاملة على حساب الحق ، انما المجاملة المطلوبة كلمات رقيقة فى موضعها ، ومشاعر صادقة تعبر عن المحبة الحقيقية وتراعى مشاعر الآخرين تماماً مثلما استخدم الرب يسوع كلمات رقيقة مع المرأة السامرية ( يوحنا 4 )
امكنه من خلالها ان يبكتها برقة على خطيئتها دون ان يستخدم كلاماً جارحاً.
***************
(7) غيرة ام حسد ؟!
مشكلتى الغيرة الشديدة ، فكلما رأيت زميلة لى ترتدى ملابس أنيقة اتمنى لو اقتنيت هذا الرداء بدلاً منها
وكلما رأيت فتاة تبدو اجمل منى اشعر بالغيرة تجاهها .. وعندما يمتدح الناس اختى على صفة حسنة فيها أشعر بأننى كنت اولى بهذا المدح .. وهكذا حتى امتلأت حياتى بالقلق والحيرة .. فهل اجد حلاً ؟
انتِ فى الواقع تحتاجين ان تعيدى النظر الى نفسك حتى تكتشفى قيمتك الحقيقية .. تذكرى أيضاً انك تحملين فى داخلك صورة الله وانك مسكناً للروح القدس (1كو 6 : 19 )
وان قيمتك الحقيقية هى فى حضورك الشخصى .. تذكرى ايضاً انكِ شخص غالٍ وثمين عند الرب يسوع فقد ابك وافتداك انت شخصياً وهو يريد سعادتك هنا على الارض فيهبك فرحاً وسلاماً داخلياً وهناك فى الأبدية قد أعد لك مجداً سمائياً (راجعى يوحنا 3 : 16 – 17 )
ان قيمتك الحقيقية ليست فى الرداء ولا فى الجمال الخارجى ولا فى مدح الناس بل فى شخصك انت وفى اسلوب حديثك فى تفاعلك مع الناس ومحبتك لهم وتضحياتك من اجلهم .. هنا يتكون لدى الآخرين احساس بقيميك الانسانية فليست هناك قيمة فى عيون الناس اعظم من قيمة انسان محب يهتم بالآخرين ويجاملهم ... انسان يخرج عن ذاته الى الآخرين مؤجلاً مطالبه الخاصة .
ان الغيرة من الآخرين هى فى الواقع د المحبة ومن اكتسب المحبة اعت منه كل غيرة وحسد والمحبة نكتسبها من الله لأن الله محبة ( 1 يو 4 : 16 )
لذلك فإننا اذا اقتربنا الى الرب يسوع وخضعنا له بكل قلوبنا ، فإنه حتماً يحرك روحه داخلنا ويجدده فى أحشائنا فيثمر الروح فينا محبة وفرحاً وسلاماً (غل 5 : 22 )
والمحبة تطهرنا من كل غيرة او حسد وتغير رؤيتنا للآخرين حتى إذا نظرنا ماعندهم من خيرات وامتيازات نطلب بصدق لهم المزيد والبركة من قبل الرب .
( قرارات سريعة ...!
يؤرقنى انى انسان سريع الحكم على الامور متسرع فى اتخاذ القرارات مما يعرضنى للخطأ فى حق الناس ويعرضنى لمواجهة مشاكل ومواقف محرجة كنت فى غنى عنها ، فكيف يمكننى اتغير عن طبعى هذا ؟
مادام حكمك السريع على الامور يعرضك للخطأ ولمواقف محرجة ومادام اتخاذك قرارات بشكل متسرع يعرضك لنتائج تتحمل اعبائها فتندم على هذا التسرع ... مادمت تشعر بكل هذا وتريد التغيير الى الأفضل ، الى مزيد من التعقل والتروى ، فأنت حتماً ستتغير مادامت لك إرادة التغيير .
ولا اجد هنا افضل من قول يعقوب الرسول ( ليكن كل إنسان مسرعاً فى الإستماع ، مبطئاً فى التكلم ، مبطئاً فى الغضب ) (يع 1 : 19 )
وهذه هى البداية
مسرعاً فى الاستماع يعنى جمع بيانات كافية وشاملة عما تريد صنع قرار بشأنه ويستلزم كمع البيانات تحرى الدقى وهذا قد يستغرق بعض الوقت ولكن ثق بأن ذلك سوف يؤول الى نتائج افضل .. كما يستلزم جمع البيانات أيضاً الإنصات الى آراء الآخرين وذوى الخبرة ، والاستفادة بوجهات نظرهم واحترام اختلاف الرؤية حتى لو لم نأخذ بها .
مبطئاً فى التكلم يعنى ان تقوم بطبخ هذه البيانات التى جمعتها ، وتيف اليها بعض التوابل من عندك حسب ما يطيب لك الطعم ، حتى يمكنك ان تقدمها فى قالب مقبول الشكل جيد المحتوى والجوهر ، وهذا يتطلب بالطبع ان تتدرب على تحديد هدفك عارفاً ماتريده بالضبط فهذا يساعدك على انتقاء البيانات التى يمكن ان تساهم فى تحقيق هدفك ... كذلك يساعدك تحديد الهدف على إخراج القرار بشكل يتجه نحو تحقيقه.
مبطئاً فى الغضب .
يعنى ألا نسبق الأحداث فيما نحن نتخذ القرار فللتنفيذ خطوات متتابعة علينا ان نخطوها واحدة تلو الأخرى حيث تؤدى كل خطوة الى الخطوة التالية
ليتك تهتم بقراءة رسالة يعقوب الرسول ... والرب معك .
(9) أزمة الثقة ..!!
حينما ابدأ بالتعارف على زميل جديد ، أضع فيه ثقتى دفعة واحدة ، واتعامل معه بحسن النية ... وكثيراً ما أصدم فى زميل يثبت انه غير جدير بالثقة وهذا ما جعلنى اعامل حتى اصدقائى المقربين بشىء من سوء الظن وفقدان الثقة .. مما جعل أصدقائى يبتعدون عنى .. فهل من علاج ؟
من اهم فنون الحياة فن التعامل مع الآخرين ومن اكثر الخبرات ثروة خبرة التعامل مع الناس لذلك ندعوك ان تعيد النظر الى اسلوب تعاملك مع زملائك وأصدقائك .
اننا لايجب ان نضع ثقتنا فى الآخرين دفعة واحدة بل نعطى الثقة شيئاً فشيئاً
بقدر نمو العلاقة مع الآخرين كذلك لا ينبغى ان نأتمن على امورنا الخاصة إلا الأصدقاء الذين توطدت علاقتنا بهم وتكونت لدينا ثقة كافية بهم .
من الناحية الاخرى لا ينبغى ان نسىء الظن بالآخرين من قبل ان نتعامل معهم ولا نشك فيهم او نسحب ثقتنا بهم قبل ان يصدر منهم خطأ أو شبه خطأ ذلك لأنه علينا كمسيحيين ان نكشف محبة المسيح للآخرين (والمحبة لاتظن السوء) (1كو 13 : 5)
على كل منا إذن ان يكون حكيماً واعياً ( كونوا حكماء كالحيات ) ( مت 10 : 16 )
بشرط ألا تتحول الحكمة الى المكر والدهاء ، وان يكون فى ذات الوقت بسيطاً نقى القلب (كونوا بسطاء كالحمام ) (مت 10 : 16 )
بشرط ألا تتحول البساطة الى نوع من السذاجة وعدم التمييز ز
فعليك أخى الحبيب ان تعطى ثقتك للآخرين على قدر معرفتك بهم وان تقدِّم المحبة من ناحيتك اولاً اى ان تكون سبّاقاً بالمحبة فالمحبة الحقيقية تجذب اليك الآخرين كما ان طول البال وسعة الصدر والإستعداد للصفح والغفران تحول حتى الاعداء الى اصدقاء ... لذلك فإن مفتاح حل مشكلتك هو ان تبدأ بالتعارف على آخرين بأسلوب المحبة الحكيمة وأن تحاول تجديد العلاقة مع اصدقائك القدامى بقلب مفتوح وعقل مستنير .. الرب معك .
(10) التردد ..!!
مشكلتى التردد الشديد..إنه من الصعوبة البالغة ان اتخذ قراراً او حلاً حاسماً لمشكلة وأجدنى انتقل من شخص الى آخر باحثاً عن رأى او ارشاد وفى النهاية ابقى غير مقتنع بما انا فاعل ليتنى اصبح قادراً على صنع قرارى .. انها حياتى فلماذا لا أدير دفتها بنفسى ؟؟
المشكلة تتركز فى انك قد لاتعرف ماذا تريد بالضبط وربما لم تعتد على ان تصنع قراراتك بنفسك منذ الصغر وربما لم تعتد على الاعتماد على نفسك فى قضاء حاجتك والآن الحل فى يدك انت انك تمتلك القدرة على التغيير ، ان الله وهبك الإرادة الحرة إرادة بها يتخطى الإنسان كل عيوبه ونقائضه وبها يدرب نفسه على اكتساب عادات جديدة ربما لم ينشأ عليها من قبل .
وإليك بعض الإتجاهات العملية للتخلص من التردد :
1- تفهم الموقف جيداً ( جمع البيانات والمعلومات )
2- حدد ماذا تريد بالضبط ( تحديد الهدف )
3- لا تستشر الآخرين فى كل شىء مادام الأمر واضحاً .
4- لا تستسلم للأفكار التى قد تشكك فى سلامة او صحة القرار .
5- اصنع القرار فأنت على مستوى المسئولية ولك القدرة على تحمل قراراتك
6- لا تنس ان الصلاة تجلب للإنسان الحكمة
((إن كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذى يعطى الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له )) (يع 1 : 5)
هنا ملاحظة مهمة بشأن التردد ...
إذا كنت بصدد اختيار شىء من بين شيئين وقد اعترتك الحيرة وتريد ان تقرر ايهما تختار فهذا يعنى انك تستحسن ميزات تراها فى كل منهما ويصعب عليك ان تقتنى الشيئين بآن واحد ، وهذا هو سبب الحيرة ، هذا يعنى ايضاً انك لو اخترت أيا منهما وتجاهلت الآخر فأنك سوف تكون سعيداً بهذا الشىء لأن فيه مايعجبك .. عليك إذن بتحطيم التردد واختيار أى منهما دون ان تراجع نفسك كثيراً .. وإذا فعلت ذلك كل مرة سوف تكتسب شيئاً فشيئاً خبرة تفهّم المواقف وخبرة صنع قراراتك بلا تردد وسهولة صنع القرار دون حيرة .
الأمر إذن يتطلب منك تدريباً ومغامرة ومحاولة دون خوف ... هيا حطم القيود وأبدأ خبرة صنع القرار ... الرب معك .
************