باكو بسكوت ..يقود للملكوت
دخلت سيدة وثنية احدى محطات القطار فى مدينة لاهاى بهولندا وقطعت تذكرة لركوب القطار المتجه لقلب المدينة.. ولما كان موعد القطار يتبقى عليه نصف ساعة قررت دخول الكافيتريا للانتظار هناك وتناول كوبا من الشاى..وقبل دخولها اشترت لنفسها باكو من البسكويت لتتناوله..ولما كانت الكافيتريا مزدحمة تماما فقد استاذنها رجلا ان يجلس على المقعد المقابل لها فوافقت فجلس وطلب كوبا من القهوة ..بدات السيدة فى قراءة جريدتها وهى تشرب الشاى ومدت يدها وتناولت قطعة بسكويت من الباكو المفتوح امامها ودهشت عندما وجدت الرجل الجالس امامها يتناول واحدة هو الاخر فنظرت اليه ولكنها لم تقل شيئا وبعد قليل اخذت بسكويته اخرى ففعل الرجل مثلها فغضبت جدا ولكنها لم تقل شيئا ايضا ..وهكذا كلما تتناول قطعة يتناول هو الاخر قطعة الى ان بقيت قطعة واحدة اخيرة ذهلت عندما وجدت الرجل يكسرها ويقدم لها نصفها وهو يبتسم ..فلم تطق صبرا وقامت مسرعة بدلا من التشاجر معه وهى ترمقه بنظرات حادة..وذهبت الى رصيف المحطة وفتحت شنطتها لتخرج تذكرتها وكم كانت دهشتها عندما وجدت باكو البسكويت كاملا لم تفتحه..نعم فالرجل لم يكن ياكل من بسكويتها بل هى التى كانت تاكل من البسكويت الذى يخصه..شعرت باسف شديد ورجعت لتعتذر له فوجدته يهم بالخروج من الكافيتريا وبعد اعتذارها له وجدته مازال مبتسما..فسالته عن مهنته التى تجعله يعامل الناس بكل هذه المحبة والرفق ولا يضجر منهم فسالته هل انت طبيب؟محامى؟مهندس؟صحفى؟وفى كل مرة كان جوابه بالنفى ولما سالته ماذا انت اذا؟ اجابها انا مسيحى ..فدهشت جدا..وسالته ان يحكى لها عن الهه هذا الذى يجعله يحب كل الناس واخذت تنصت اليه وهو يبشر لها بالسيد المسيح وبعد دقائق قليلة جدا وبينما هو مسترسل فى الحديث قاطعته قائلا: عزيزى يكفى ما سمعته منك وما نظرته فيك ..ان الهك هذا الذى جعلك هكذا يستحق ان اعبده هل ترشدنى الى الوسيلة التى بها اصبح مثلك مسيحية .. كل هذا ليس بسبب باكو البسكويت فقط بل بسبب ما قاله رب المجد "يرى الناس اعمالكم الحسنة فيمجدوا اباكم الذى فى السموات"مت5 :16
[b][i]