في إيه
إحنا بقينا عاملين كده ليه
الأول كنت أمشى فى الشارع أقدر أتعرف على ولاد المعمودية من غير ما أكون عارفهم
كانت دايما النعمه منورة على وشهم
النهاردة معدش ده موجود . . . . . . . . طيب ليه
قلت يمكن نظرى ضعف أو حسى الروح إنعدم بحكم خطيتى و خبتى التقيلة
المهم أكتشفت بعد كده حاجة تانية خطيرة
زمان مش من زمان أوى يعنى من عشرين سنة بالكتير كنت صغير
يعنى بين إعدادى و ثانوى (ما أنا عجوز شوية يعنى ) يعنى كنت واعى و فاهم
كنت دايما أشوف فى الكنيسة أثناء القداس ناس بتبكي و ناس بتخبط على صدرها بقوة
و اللى رافع إيداه لفوق و هيمان و اللى كل شوية يسجد
كان معظم الناس بتعمل كده لدرجة أنى كنت ساعات بقلدهم علشان ما يبقاش شكلى وحش
و كنت كمان حافظ أشكال الناس و أماكن وقوف كل واحد فيهم و كنت كل مرة أدور عليهم بعينى و نادرا ما كان حد فيهم يغيب
أفتكرت الموضوع ده و أنا فى القداس بصيت حواليا لقيت الوضع غريب جدا
اللى بيبص فى السقف و اللى مستعجل و عمال يبص فى الساعة و اللى مطلع الموبيل من تحت لتحت
و اللى بيتودود مع اللى جانبه و اللى عمال يبص على السيدات و البنات ( ما تقلقوش فهناك من يبادله النظرات على الجانب الآخر )
و اللى شغلاه اللمبة المحروقة فى النجفة أو سرعة المروحة . . . . . إلخ
منظر غريب جدا دورت علشان ألاقى حد من الناس القدامى أو حتى حد يكون بيقلدهم لكن للأسف لم أجد
فحزنت و تأكدت أن الموضوع ليس ضعف بصر منى أو إنعدام إحساسى الروحى (اللى هو معدوم أصلاً )
فصرخت و قلت يارب هو فى إيه . . . !
إحنا جرى لنا إيه . . . !
الدنيا بقت مولد كده ليه مليان أشكال و ألوان و أفلام و مواويل و مهرجانات و خدمات
و أحنا يارب غلابة تايهين كغنم بلا راعى
السكينة سارقانا فاكرين أن طالما كل الناس بتعمل كدة يبقى أحنا فى السليم ..... !!!!!!!!!
بس يارب إحنا محدش بيدور علينا محدش واقف جنبنا
لقيته بيقولى
- أنا كمان الكل سابونى أهلى و عشيرتى و حتى تلاميذى هربوا فى ساعة ضيقتي
- يعنى ياربى لما خروف يتوه تبقى غلطة الخروف - الخروف لازم يدور على صوت الراعى الحقيقى ويميزه ما يتكلش على رعاة يضيعوه لأنه هو اللى هيضيع فى النهاية أنا وضعت فيه روحى علشان يميز
- طيب يارب نميز إزاى
- الجواب فى الأنجيل " من ثمارهم تعرفونهم "
- طيب و أنت فين يارب فى كل ده
- "هنذا واقف على الباب و اقرع ان سمع احد صوتي و فتح الباب ادخل اليه و اتعشى معه و هو معي "(رؤ 3 : 20)
أسمعنا يارب صوتك أدينا يارب دايما يكون باب قلوبنا مفتوح ليك وحدك يارب لتشاركنا يارب حياتنا و تحل فينا و تملأنا . . . . . آمين