[b]سافر الوالدان فى واجب عزاء الى القاهرة و تركا ابنهما و ابنتهما الشابين الجامعيين فى
الاسكندرية . و فى هذه الليله انقطع التيار الكهربى فاضاء كل منهما شمعة فى غرفته
و اخذا يتابعا استذكار دروسهما ، و بعد فترة تعب الابن من المذاكرة و قام يصلى ، و
بعد انتهاء صلاته سمع طرقا على الباب فلما فتح الباب وجد ابونا بيشوى كامل امامه ،
فتعجب لانه كان قد تنيح ، و ساله ابونا بيشوى هل صليت؟ فخجل و صمت فقال له ابونا '
لا تصلى بعد ذلك باستعجال . اذهب ايقظ اختك لنصلى معا ' .
ذهب الشاب لحجرة اخته فوجدها نائمة و الشمعة قد انتهت و بدأت النار تشتعل فى ملاية السرير ،
فاسرع يوقظها و اطقأ النار و خرجا الاثنان ليصليا مع ابونا بيشوى فلم يجداه ، فوقفا يصليان من كل
قلبيهما و يشكران الله و ابونا بيشوى على محبتهما و انقاذهما من الموت .
صلاتك مرفوعة امام الله ، مهما كانت قصيرة او بدون تركيز ، فهى غالية جدا
عنده لانك بها تشترك مع القديسين فى تسبيح اسمه القدوس ، فتستدر بها مراحمه و يرسل لك
ملائكته و قديسيه يحيطون بك و ينقذونك من كل خطر حتى لو لم تكن منتبها ،
فكم من الاخطار لم تعرفها انقذك الله منها .
و لكن اذا كانت صلاتك حارة و بتركيز ، فهى اعظم فى نظر الله .
ان الله يسمع كل كلمة تقولها و كيف تقولها و يود ادخالك فى شركة قديسيه المسبحين حوله ، و لكن
تهاونك و تشتت ذهنك اثناء الصلاه يجعل منظرك مخجلا بينهم و يحزن الله لضعف محبتك نحوه ،
و لكنه يظل يعتنى بك و قديسوه يصلون لاجلك حتى تشعر بمحبته و تلتصق به بكل قلبك .