[b][center]دكتور نبيل جراح ناجح ، متزوج وله ابنة تدرس بكلية الطب ،يتميز بطيبة قلب لم تعد تراها في ذلك الزمان ، دائما بشوش....في كل مرة أذهب للقداس ، مهما ذهبت مبكرا ، أجد دكتور نبيل قد سبقني إلي الكنيسة.اندهشت من إصراره على الذهاب أسبوعيا للقداس رغم مشاغله في العمل ، وسمعت كثيرا عن براعته ونجاحه وإخلاصه
كنت مكلف بالمرور على المصلين ، وفي يدي طبق صغير أجمع فيه التبرعات ، كعادة كنيستنا ،وكنت ألاحظ تفاوت الهبات والعطايا من شخص لآخر ، فقد يدفع أحدهم في إحدى المرات ما يعوض تقصيره طوال الشهور السابقة...ما عدا دكتور نبيل ، فقد كان في كل مرة لا يدفع سوى ربع جنيه !! كنت أنظر للبدلة التي يلبسها ، للموبايل ذو الكاميرا الديجتال الذي يمسكه ، للساعة الرولكس التي يرتديها وأتعجب بشدة
أبحث عن تفسير واحد لذلك الربع جنيه اليتيم ، ولا أجد أي تفسير ، لاسيما أن علامات النعمة تبدو عليه بشدة ... و كنت أدينه دائماً فى فكرى و أقول : "لو كانت تلك التقدمة من إنسان فقير ، لكانت عظيمة في عيني الله مثل فلسي الأرملة ولكن ما بالك أن صاحب تلك التقدمة دكتور ناجح ، جراح معروف ! "
وفي ليلة عيد الميلاد ، إزدحمت الكنيسة بالمصلين . و قد تأخر الدكتور نبيل عن الحضور على غير العادة ، شعرت بالقلق لغيابه ، فقررت أن أذهب لأسأل عليه ، و لما اقتربت من منزله وجدته يجلس في السيارة بجانب إبنته ، ثم يقول لها : " سنكتفي الآن ولن نزور بقية الأسر لنستطيع اللحاق بقداس العيد ، ولنكمل زيارتنا لأم مينا ولأم جرجس بعد القداس ، فعلى كل أسرة أن تأخذ نصيبها من الفراخ والكعك "
لا أعتقد أن القصة تحتاج لتفسير ، إنه يذهب كل عيد في الخفاء لعشرين أسرة من الفقراء يعطيهم الفراخ والكعك ويسأل عن أحوالهم المادية وإذا كانوا في احتياج لمبلغ لشراء ملابس العيد ، ثم يأتي بهدوء ليحضر قداس العيد ويضع الربع جنيه الذي أراه أنا ويراه كل الناس ، إنه يخشى أن يفقد متعة العطاء في الخفاء
لقد أدركت الآن سر الربع جنيه اليتيم الذي يضعه