الهيكل في الكنيسة الأرثوذكسية يمثل السماء عينها أو هي مسكن الله وسط خليقته السمائية وقديسين. عرفه الأب جرمانيوس "هو مسكن المسيح ملك الكل متربعاً على عرشه مع رسله" هذا وقد ارتبط الهيكل بالمذبح في الكنيسة القبطية، حتى أن الهيكل يدعى أحيانا بالمذبح. هذا الارتباط يكشف حقيقة ايمانيه جوهرية هي ارتباط السماء بالصليب، فان كان الهيكل يمثل السماء فأننا لا نعرفها خارج المذبح أي خارج الصليب.
هذه الحقيقة أعلنت رمزيا في العهد القديم، فعندما دخل الشعب ارض الموعد وأقيم الهيكل في أورشليم رمز السماء التزم الشعب ألا يقيم مذبحا أو يقدم ذبيحة خارج أورشليم وإلا قطعت النفس المخالفة من شعب الله وفقدت إكليلها السماوي.
بهذا يؤكد الله تلازم الهيكل بالمذبح أو السماء بالذبيحة فقد انفتحت أبواب السماء خلال ذبيحة المذبح أو (السماء) والتحم الصليب بالحياة الأبدية.
هذه الحقيقة تمس حياتنا الروحية أيضا، فكما يرتبط الهيكل بالمذبح والسماء بالصليب. هكذا تلتحم حياتنا السماوية بالصليب مع السيد المسيح، ويرتبط رجاؤنا المفرح بجهادنا الروحي المملوء آلاما.
* داخل الهيكل:
خلف المذبح يقوم "الدرج" حيث يجلس الأسقف على كرسيه (عرشه) وحوله الكهنة يمارسون عباداتهم وكرازتهم…. لهذا يسمى البعض الهيكل بريستيريم (Presbyterum) أي موضع الكهنة. فوق الدرج توجد الشرقية، وهى تمثل حضن الله المفتوح للعالم كله خلال المذبح والخدمة الكهنوتية. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.
قدسية الهيكل:
* داخل الهيكل. كانت الكنيسة تمنع أحيانا العلمانيين دخول الهيكل نهائيا. ربما لتحاشى أحد العادات الوثنية التي أشار إليها القديس يوحنا ذهبي الفم ألا وهى وضع الإنسان يده على المذبح ويقسم…. أحيانا اكتفت الكنيسة بمنع دخول الوثنين إلى الهيكل ولمسهم المذبح المسيحي كما أشار إلى ذلك القديس اغريغوريوس أسقف نيصص
* الرب لموسى " اخلع حذاءك …. لان الارض التي أنت واقف عليها مقدسة. (خر 3: 5)
خلع الحذاء يشير إلى الشعور بعدم تأهلنا حتى للوقوف في هذا الموضع المقدس الذي فيه نقدم الذبيحة المخوفة التي تشتهى الملائكة إن تطلع إليها.
خلع الحذاء أيضاً يشير للشعور بعدم تأهلنا حتى للوقوف في هذا الموضع المقدس الذي فيه نقدم الذبيحة المخوفة التي تشتهى الملائكة أن تطلع عليها.
خلع الحذاء أيضا – عند العلامة أوريجين (أوريجانوس) – يجمل معان – أخرى عميقة نذكر منها:
1. كانت الأحذية في القديم تصنع من جلد الحيوان الميت، وكان الله بوصيته هذه يطلب منا أن نخلع عنا محبة الأمور الزمنية المميتة لنلتصق بالسماويات الخالدة حتى نلتقي به.
2 . الجلد الذي تصنع منه الأحذية يستخدم في الطبول إشارة إلى عدم استخدام الطبول، أي حب الظهور بل بالجهاد الروحي الخفي تلتقي النفس بإلهها في مقدساته.
3 . في العهد القديم، إن رفض إنسان ما أن يتزوج أرملة أخيه كوصية الله ليقيم لأخيه الميت نسلا تأتى الأرملة إليه في حضرة الشيوخ وتخلع حذاءه من رجليه، ويسمى "بيت مخلوع النعل" (تث 25: 5-10) هكذا إذا خلع موسى نعليه أشار إلى نفسه أنه ليس عريس الكنيسة… وهكذا في كل مرة يخلع الأسقف أو الكاهن أو الشماس حذاءه من رجليه عند دخوله الهيكل أنما يدرك في نفسه أنه ليس بالعريس أنما هو صديق العريس يسوع المسيح وخادمه.
* أمرت الكنيسة " لا يتكلم أحد مطلقا في المذبح خارجا عما تدعو إليه الضرورة..(القديس باسيليوس)
23) الهيكل: أ) أبواب الهيكل
* ويكتب على باب الهيكل عادة " افتحوا لي أبواب البر لكي ادخل فيها واشكر الرب أقول هذا هو باب الرب والصديقون يدخلون فيه " (مز 117: 19). وللهيكل ثلاثة أبواب أهمها:
* الأوسط، ويسمى " الباب الملكي " لان منه يقدم العمل السماوي وتعلق على أبواب الهيكل الستور لغلق أبواب الهيكل بعد انتهاء خدمة القداس حتى يحتفظ الهيكل بقدسيته. ولا يفتح الستر إلا الكاهن عند بدء الصلاة ويقول " ارحمنا يا لله … " ويسمى باليونية حامل الايقونات Iconoctacion وكان الاول عبارة عن حاجز غير مرتفع أو (ضربزين) يفصل بين الهيكل وصحن الكنيسة كما تفصل حواجز الخوارس فئات المصلين. ولكن لما جرت الكنيسة على تعليق صفوف من الايقونات عليه اصبح مرتفعا.
* ويشير حامل الأيقونات إلى أن الله لا يمكن أدراك عظمته وأسراره " فالغمام والضباب حوله " (مز 97: 2) ساكنا في نور لا يدنى منه.
الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه ". (1تيم 6: 16) وذلك حتى تكون الخدمة مخوفة بالمهابة. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.
* أما في العهد القديم فقد أمر الرب بوضع الحجاب بين قدس الأقداس والقدس وبين القدس والدارلان الشعب لم يكن أهلا للاطلاع على أسرار الله. حتى أن الشعب طلب من موسى أن يضع برقعا على وجهه لان الشعب لم يستطع أن ينظر بهاء مجد الله الذي انعكس على وجهه " بل أغلظت أذهانهم لأنه حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باق غير منكشف الذي يبطل في المسيح لكن حتى اليوم حين يقرأ موسى البرقع موضوع على قلوبهم (2.كو 3: 14 – 16)، ولما جاء رب المجد وقدم ذبيحته الحية المخلصة على الصليب لم تبق الحاجة إلى رموزها القديمة فانشق حجاب الهيكل من أعلى إلى أسفل دليلا على انتهاء الهيكل القديم وذبائحه. وبشق رئيس الكهنة لثيابه انتهى الكهنوت الهارونى ليبدأ كهنوت المسيح وذبيحته الحية المقدمة كل يوم على المذبح حياة وخلاصا لشعبه.
* وبذلك رفع الغشاء عن قلوب المؤمنين به ولم يشأ أن يكلمهم بالرموز بل علانية واظهر لهم الأسرار التي أخفاها عن الحكماء ولذلك رتب الآباء ألا يمنع الشعب من التطلع إلى الأسرار بسبب الدالة والحرية التي منحها الرب لهم بفدائه العجيب. ولكن الحامل يقام حول الهيكل لا ليغلقة غلقاً كاملاً بل جزئيا إذاً للحجاب أبواب يمكن التطلع إلى الذبيحة وذلك لأن معرفتنا بالله ليست كاملة الآن كمعرفة السمائيين. بل مناسبة تضعفنا كقول الرسول " ولكن عندما يرجع الرب يرفع البرقع … ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة تتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح "(2كو16:3-18)
* ولذلك رتبت الكنيسة أماكن متدرجة في التقدم لوقوف الأساقفة فالكهنة فالشمامسة فالشعب كل حسب درجته. وقد استعمل الحجاب من الأجيال الأولى في الكنيسة القبطية واقدم الاحجبة القبطية يرجع للقرن الخامس. وفى القداس الباسيلي صلاة تدعى صلاة الحجاب يتلوها الكاهن سرا وهو واقف أمام الهيكل متجها نحو الشرق بعد أن يقرأ الإنجيل القبطي. وتوضع الايقونات على حامل الأيقونات حتى تكون أمام المصلين دائما ليتذكروا أصحابها ويتشبهوا بهم ويوضع فوق الحامل في الوسط صليب كبير وعليه صورة السيد مصلوبا حتى يتحول نظر المصلين إلى علم الخلاص "انتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح مصلوبا" (غل 3: 1) راجع (غل 4: 19، عب 12: 1 – 3).
24) الهيكل: ب) الشرقية
انحناء نصف دائري في منتصف الحائط الشرقي للهيكل يرمز إلى حضن الآب. ويكتبون عليها " مساكنك محبوبة يا رب اله القوات تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب. قلبي وجسمي قد ابتهجا بالإله الحي لان العصفور وجد له بيتا" (مز1:84-3) ويمكن أن تعلو الشرقية طاقة لدخول النور.
25- الهيكل: جـ) الدرجات
وفى الشرقية سبع درجات تشير إلى سبع طغمات الكهنوت آخرها درجة الاسقف وهذه تسمى العرش Cunyronoc وتكتب عربيا محرفا سنتيرونس يجلس عليها البطريرك بعد الرسامة وورد في مخطوط الرسامات " ثم ينزل كبير الأساقفة من السنيترونس والثاني منه ويجلسون البطريرك على السينترونس وهم ماسكون بيديه ……. كما ورد أيضا في الدسقولية باب 5 (وليكن في شرق المذبح سينترونس مرتفع وله درجات بمقدار ارتفاعه) ثم يجلس الكهنة على السلالم حسب درجاتهم فيشبه ذلك ما ورد في سفر الرؤيا عن جلوس السيد وحوله 24 قسيسا (رؤ2:4-4) وهذا النظام موجود في معظم الكنائس بمصر القديمة. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.