وامتلأت أليصابات من الروح القدس... وقالت: مباركةٌ أنتِ في النساء ومباركةٌ هي ثمرة بطنِكِ!... فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب ( لو 1: 41 -45)
لقد نالت العذراء مريم من أليصابات تطويبًا مثلثًا:
فأولاً: بمجرد أن دخلت مريم إلى بيت زكريا الكاهن، وسمعت أليصابات سلامها، حتى صرخت بصوتٍ عظيم وقالت: «مباركة أنتِِ في النساء». وكم أنعشت هذه العبارة نفس مريم وهي تستمع إلى العبارة ذاتها للمرة الثانية، فإنها هي نفسها التي كان جبرائيل الملاك قد قالها لها بمجرد أن ظهر لها في زيارته لها.
ثانيًا: «مباركةٌ هي ثمرة بطنك! فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ؟». لاحظ أنه وهو ما زال جنينًا تدعوه أليصابات ربها.
ثالثًا: «فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل له مِن قِبَل الرب». لقد عرفت أليصابات أن ما حدث لرجلها من عدم قدرة على النطق كان سببه عدم إيمانه. والآن بالمقابلة مع ذلك تقول أليصابات لمريم الوديعة والبسيطة «طوبى للتي آمنت». نعم إن كان عدم إيمان زكريا قد توبّخ من السماء، فها أليصابات الممتلئة من الروح القدس تمدح إيمان مريم، تلك التي ما ارتابت في وعد الله بل تقوَّت بالإيمان مُعطية مجدًا لله.
وكم نقرأ في أسفار العهد القديم من قصص رجال ونساء «مشهود لهم بالإيمان» و«بالإيمان .. نالوا مواعيد» (عب11). وبين هذا الجمهور المبارك نجد اسم المطوّبة مريم يلمع. فلا غرابة أن تصرخ أليصابات بصوت عظيم قائلة: «طوبى للتي آمنت».
والآن أخي العزيز، أ تعرف شيئًا عن هذا الإيمان الثمين؟ أ تعرف شيئًا عن إيمان مختاري الله ( تي 1: 1 )؟ قال الرسول إن الله اختار فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان ( يع 2: 5 ). ذلك أن الذهب الذي يلمع الآن، لن ينفع في العالم الآخر، أما الإيمان فسيلمع هناك وينفع.
وعندما تنتهي الحياة هنا، لتبدأ التي لا تنتهي، سيُقَدِّر الملايين، بعد فوات الأوان، قيمة الإيمان! عندئذ كم ستصبح لهذه العبارة التي قيلت قبل ميلاد المسيح: «طوبى للتي آمنت»، وقول الرب الذي قيل بعد قيامته من الأموات: «طوبى للذين آمنوا» ( يو 20: 29 ) رنينهما العالي وصداهما المرتفع.
.. فقير جدًا كل مَنْ لا يمتلك الإيمان في الرب يسوع المسيح، ولو كان يمتلك ثروات الدنيا وكنوزها. فاطلب هذه العطية من الله، اطلبها الآن، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا.