عشـــــر أوراق متساقطة
الورقة الأولى
يومك إذا مضى من دون أن تستفيد منه فيما ينفعك
الورقة الثانية
عمرك عندما تفنيه لإنسان تحبـه و لا يحبــك
الورقة الثالثة
صحتك إذا لم تحافظ عليها من المضرات
الورقة الرابعة
أولادك إذا أهملت في تربيتهم وغرس القيم فيهم
الورقة الخامسة
صديقك الصدوق إذا لم تحافظ على صداقتك معه
الورقة السادسة
عملك إذا لم تخلص فيه وتتقنه
الورقة السابعة
أحلامك إذا لم تسعى لتحقيقها وأهملتها لتضيع
الورقة الثامنة
وقتك إذا ضاع بلا فائدة
الورقة التاسعة
مالك عندما تنفقه في ما لا ينفعك
الورقة العاشرة
حياتك في الدنيا إذا مت ولم تعمل ما ينفعك في أخرتك
عشر أوراق إذا سقطت لن تستطيع إعادتها إلى مكانها
وهناك الآلاف من الأوراق التي تسقط في حياتنا ولا تعود
الحياة هبة من الله
زارت عيادتي سيدة حامل بالشهر الثاني و مصابة بجدري الماء
Chicken pox
و قد أجمع الأطباء على اسقاط الجنين لأن التشوهات الناجمة عن المرض شديدة و غير قابلة للإصلاح و قد كانت زيارتها لي كآخر طبيب تستشيره قبل عملية الإجهاض .
دار حديث بيننا عن أن كل طفل هو هدية من الله فهل نرفضه حتى لو كان مخالف لتوقعاتنا حيث أن الله يتمجد في خليقته و كل منا له دوره في بناء العالم مهما صغر شأنه .
لقد شعرت بمسؤلية تجاه حياة هذا الجنين كوني اشاهد أول نسمة حياة تتدفق في جسم الإنسان ..ولا أحتمل فكرة قتل جنين في بطن أمه لأنني أؤمن بأن الإنسان عزيز في عين الله و أن من يهب الحياة هو من يسترجعها.. و نحن الأطباء مهمتنا المحافظة على هذه الوديعة اثمينة و الدفاع عنها ...
بدأ النقاش يحتدم بيننا فبينت لها أننا لا ننتقي أولادنا كأي سلعة نشتريها و ما نحن إلا مستقبلين و بامتنان لعطية الله فإن كانت الأم ستقتل أبنها فمن يمنعنا من قتل بعضنا بعض .
تفهمت مخاوفها من ولادة طفل معاق و هنا كان يجب أن نتطرق لدور المعاقين و ما يعلموننا إياه إذ نهتم بهم و نرعاهم و مدى الحب الذي نشعر به بالعيش معهم .. و تكلمن عن حقهم بالعيش بكرامة و قبول .
و إذ شعرت بأن كلامي لا يجد صدى في نفسها و أنها لا تطلب سوى تبرير لقرارها بقتل جنينها طلبت من الله أن يتكلم بلساني و يقنع هذه السيدة عن العدول عن القتل المتعمد مع سبق الإصرار و الترصد .
وطال الحديث بيننا حتى أنهيته بقول الأم تريزا " يا للأسف أن يكون على جنينك الموت لكي تعيشي أنتِ كما يحلو لك "
و أظنني لم أتكلم هكذا مع أحد في حياتي..
غادرت السيدة العيادة حابسةً دموعها فرافقتها لخارج العيادة و طلبت منها أن تتصل بي مهما كان قرارها
لأنها بحاجة لمن يكون معها في ضعفها و حتى في خياراتها الخاطئة فالله يبارك خياراتنا مهما كانت و تكثر نعمته حيث تكبر خطيئتنا.
و هكذا كان..
عادت السيدة بعد عدة أيام وهي عازمة أن تحتفظ بالجنين طالبة مني أن أرافقها في حملها لأشدد من عزمها و اذكّرها بأنها هكذا تحب الأم طفلها و رفضت كل الإختبارات التي نجريها لكشف التشوهات لأنها لن تغير من قرارها بالاحتفاظ بالهدية ..(كما أسمتها )
راقبت حملها شهرياً و كنا نتحدث و نشكر الله على كل ما سيحدث طالما هو من يسمح به .
و عند ساعة الولادة كانت هادئة مستسلمة في عينيها بريق لم أشهده أبداً وهكذا تمت و لادتها لطفلة جميلة و سليمة لم تصرخ و لم تبكي إنما كانت تنطر إلى السماء من حيث أتت العناية الإلهية بها
لنفكر !!
هل نحترم حياة الإنسان ؟؟ هل نؤمن بأن ما يحدث في حياتنا هو لخيرنا ؟؟ هل نسمح لله أن يعلّمنا ؟ ؟
منقول