القس ميخائيل عطية مقدمة:
هل من ضرورة للصلاة؟
"إذا لاحظت أن إنسانا لا يحب الصلاة فاعرف فى الحال أن ليس فيه أى شئ صالح بالمرة، فالذى لا يصلى هو ميت وليست فيه حياة" (القديس يوحنا فم الذهب).
"الذى يتهاون بالصلاة ويظن أن له باباً آخر للتوبة هو مخدوع من الشياطين" (القديس مار اسحق).
والحديث عن الصلاة يلزمنا أن نعرف :
معنى الصلاة.
فاعلية الصلاة فى حياتنا.
كيف نستفيد من الصلاة؟
مشكلات تواجهنى فى الصلاة.
1- معنى الصلاة :
الصلاة هى لقاء حىّ بين النفس والله، ويعرفها القديس باسليوس الكبير: "هى إلتصاق بالله فى جميع لحظات الحياة ومواقفها فتصبح الحياة صلاة بلا انقطاع أو اضطراب".
فكلمة صلاة... هى صلة.. مع الله واتصال به، وحوار متبادل معه.
2- فاعلية الصلاة فى حياتنا :
أ- الصلاة تطبع فينا صورة المسيح وتؤهلنا للاتحاد بالله :
"ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد" (2كو 18:3)، "تقدموا إليه واستنيروا" (مز 33).
"أحرص كل يوم على أن تقف قدام الله بلا خطية، وهكذا صل له كأنك مشاهد له، لأنه بالحقيقة حاضر" (الأب نستاريون).
ب- الصلاة أقوى من الخطية :
الصلاة رصيد نعمة بالإضافة كل يوم فى مواجهة الخطية، التى هى سحب واستنزاف لنا، فالذى يصلى بإستمرار يستطيع أن يواجه العالم وشهواته بنعمة الله.
قال مار اسحق: "الذى يتهاون بالصلاة، ويظن أن هناك ثمة باب آخر للتوبة، فهو محل للشياطين".
ج- الصلاة هى سر النصرة على الشيطان :
"هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم" (مر 23:9).
ومن أقوال الآباء:
"لا يوجد شئ يرهب الشيطان مثل أن يرى إنساناً يصلى".
"كن متيقظاً فى صلاتك لئلا تأكلك السباع الخفية" (الأنبا موسى الأسود).
د- الصلاة هى علامة حضور بقية الفضائل :
فهى مثل عين الماء وسط بستان ملئ بالفردوس فكل شئ بدونها يابس غير مثمر.
قال القديس الأنبا موسى: "دوام الصلاة كل حين، ليستنير قلبك بالرب، لأن مداومة الصلاة صيانة من السبى، ومن يتوانى قليلاً فقد سبته الخطية".
هـ- الصلاة هى مفتاح السماء وحل لكل مشاكلنا :
"لنتقدم إذاً بثقة إلى عرش النعمة لكى ننال رحمة ونجد نعمة عوناً فى حينه" (عب 16:4).
و- الصلاة هى الوساطة لتقديم المساعدة والمعونة للآخرين حتى الأعداء :
"وأما أنا فحاشا لى أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة لأجلكم" (1صم 23:12).
"صلوا بعضكم لأجل بعض لكى تشفوا".
"جيد أن تصلى عن كل من يسألك" (القديس برصنوفيوس).
3- كيف استفيد من الصلاة ؟
س: أيهما أفضل الصلاة الارتجالية أم صلاة الأجبية؟ ولماذا؟
أ- ضرورة الصلاة بالأجبية :
1- لأنها قانون الصلاة: الحياة التى بلا قانون تؤول إلى الانحلال.
2- لأنها مدرسة الصلاة: الأجبية تحوى وجبة كاملة دسمة للصلاة.
3- لأنها المدخل لصلاة القلب : الأجبية تهيئ الإنسان لصلاة القلب.
ب- أغلق بابك :
من جهة القلب والحواس عن العالم الخارجى والناس، ومهم هنا اختيار الوقت المناسب، المكان المناسب، التمهيد للصلاة بالقراءة الروحية والألحان والترانيم.
جـ- صارع مع الله :
مثل:
يعقوب فى صراعه مع الله: لن أتركك إن لم تباركنى.
الكنعانية فى لجاجتها وإيمانها، بالسيد المسيح له المجد.
مثل قاضى الظلم.
د- كلمه كإبن فى انسحاق :
"لأن عيناك قد غلبتانى".
"يا سيدى علمنى أن أصنع إرادتك" (الأنبا سيرابيون الأسقف).
هـ- أغصب نفسك وثابر أمام أعذار الهروب من الصلاة لأن :
ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه.
"أن لم تكن لك صلاة الروح، فجاهد فى صلاة الجسد، وعند ذلك ستعطى أيضاً الصلاة بالروح" (القديس مكاريوس الكبير).
و- الصلاة والحياة اليومية :
إشراك الله فى جميع أعمالنا اليومية.
محاولة مشورة الله فى كل أعمالنا.
محاولة التحدث مع الله فى كل حين "صلاة يسوع" يارب يسوع المسيح أرحمنى.
صلوا كل حين "صلوا بلا انقطاع" هذه وصية الرب لنا.
4- مشكلات تواجهنا فى الصلاة :
قبل الصلاة : عدم الرغبة - الكسل.
أثناء الصلاة : السرحان وتشتت الذهن - الفتور والجفاف - الروتينية والملل.
بعد الصلاة : عدم الجهاد بعد الصلاة.
ونتغلب عليها بوضوح الهدف والإعداد السليم للصلاة وتذوق الصلاة الدائمة.
تطبيقات :
1- حفظ أجزاء من صلاة الأجبية وبعض المزامير لترديدها طوال اليوم.
2- صلاة يسوع "ياربى يسوع المسيح.." حسب حالة الإنسان.
3- من خلال صلاة باكر أدرس ارتباط الصلاة بالكتاب المقدس ارتباطاً وثيقاً، فما أحلى أن تتحدث مع الله بكلامه.
المراجع :
1- الوسائط الروحية لقداسة البابا شنوده الثالث.
2- بستان الروح جـ2 للمتنيح نيافة الأنبا يؤانس.
3- روحانية الصلاة بالأجبية نيافة الأنبا متاؤوس.
4- بستان الرهبان