-1 - لا تفترض العصمة في الأشخاص فتحاسبهم بمقتضى ذلك ، وما وقع فيه أى شخص من الخطأ قد تقع فيه أنت ، فالخطأ من طبيعة البشر ولا يكاد يسلم من إنسان 0
٢- أخلص نيتك في تصحيح أخطائك وأخطاء الآخرين من حولك ، فالإخلاص أساس العمل وروحه التي يغدو أجوف بدوﻧﻬا لا روح فيه ولا أجر عليه.
٣- إياك والانتصار للنفس .... فإن كنت مخطئا وأدركت ذلك فاعترف بخطئك ...وليس قدر العيب في الخطأ كقدره في التمادي فيه وقد علمت أنه خطأ.
٤- ليس الخطأ ﻧﻬاية المطاف بل هو بداية التصحيح ... فالإنسان الناجح يتعلم من أخطائه ويستفيد منها ويجعلها خطوة دافعة لا محبطة ... لذلك يجدر بك أن تتعلم كيف تستفيد من الخطأ وذلك بتقويمه والبحث عن أسبابه وجذوره ومن بعد تصحيحها إما جملة واحدة أو شيئا فشيئا حسب طبيعة الخطأ وحجمه وموقعه.
٥- أعط كل خطأ حجمه الطبيعي وضعه في إطاره الصحيح دون ﺗﻬويل ولا تقليل ، فذلك يساعدك على تحديد آلية التعامل المناسبة
٦- كن هادئا في تعاملك مع الخطأ ....فالهدوء طريقك لاختيار الاسلوب الأمثل للمعالجة كما يجنبك الوقوع في محاذير أنت في غنى عنها ، فكن هادئا بارد الأعصاب حتى وإن تعرضت للسب والشتم والاستفزاز ، لأن غضبك عندها يشفي غريمك ويشقيك في حين ان هدوءك يغيظه ويزيده حنقا إن كان معاندًا ! ، ويريحه ويقربه إن كان قاصدًا لحق
٧- كن لينا في التعامل سمحا في المعالجة ، لأن هدفك التصحيح لا المعاقبة .... والشدة وإن دعت الحاجة إليها في بعض المواقف إلا أﻧﻬا من الندرة بمكان .... خاصة في تعاملك مع الجاهل ، لأن الشدة كثيرا ما تحمله على النفور
٨- ليكن اهتمامك بكسب الأشخاص أكبرمن اهتمامك بكسب المواقف ، فربما يخطئ عليك إنسان فيجرحك بكلامه أو يحرجك بمعاملته فتكون قادرًا على الرد وكسب الموقف إلا أن ذلك قد يفقدك الشخص نفسه!!
٩- لا تتسرع في تخطئة الآخرين فربما يكون للمخطئ بنظرك وجه فيما أقدم عليه ، وربما صنع ذلك لمصلحة خفيت عليك ... ولا تتعجل بالعقوبة –إن كانت بيدك- قبل أن تعرف ظرف المخطئ أو تتبين الأمر ، فكم من رجل طلق زوجه بسبب تعجله في العقوبة وقد كانت تسعى لمصلحته .. وكم من أب جنى على ابنه ولم يمهله ليدفع عن نفسه .. وكم من مدير عاقب موظفًا دون استماع إلى عذره .. وكم من أخ هجر أخاه لتسرعه وعدم إمهاله!!
لذا كن متأنيا فإن التسرع ليس من الحكمة في شيء.
-10 - كن مقدرًا لعلاقتك بالمخطئ ، وموقع كل منكما: فقد تكون مترلتك قريبة منه وتعرف مداخله فيسهل عليك العلاج ، وقد تكون العلاقة بينكما ليست بالقوية أو أن هناك بعض الظروف التي تحول دون المصارحة أو أن المخطئ سيكون أكثر تقبلا لو جاءه التصحيح من طرف آخر فهنا يفضل إرسال شخص قريب من المخطئ ليتولى التصحيح ، لكن لا بد من الحكمة ، لأن بعض الأخطاء لا تحتمل نقلا للآخرين أو قد يؤثر الإرسال في نفسية المخطئ إذا ما علم بأن المصحح إنما هو رسول من فلان. فالتقدير مهم جدا وإلا خيف من حدوث ما لا تحمد عقباه.
ومن اعتبار المواقع أن المخطئ قد يكون أعلى مترلة من المصحح ، كأن يكون أبا أو أستاذا أو شيخا فلا بد عندها من التأني وإيجاد المداخل المناسبة بعد التأكد من الخطأ ، وربما يحسن في كثير من المواقف السكوت اﺗﻬاما للنفس وحفظا لمترلة أولئك
-11- احذر من إصلاح خطأ يؤدي إلى خطأ أكبر ، فإنما قصدت بالتصحيح المصلحة ، فإن أدى إلى مفسدة فهو ليس إصلاحا عندها بل هو إفساد تترتب عليه مضار أكبر لذلك فاحرص على أن تكون لك نظرة تتجاوز موقع الخطأ وتحيط بجميع أبعاده.
12 -كن مراعيا للطبيعة التي نشأ عنها الخطأ: فقد يقع الإنسان في الخطأ بسبب طبيعته التي نشأ عليها ، فعلى سبيل المثال: المرأة ! لابد من الرفق ﺑﻬا واللين في التعامل معها ، وتقبل بعض صفاﺗﻬا الخارجة عن إرادﺗﻬا
-13 - لابد من مراعاة بيئة المخطئ ، لأن الذي يعيش في المدينة طبيعته تختلف عن الذي يعيش في بيئة بدوية أو جبلية أو قروية ، وقابلية التصحيح تختلف بينهم أيضا.
14- - قد يسكت الإنسان عن الخطأ لتأليف قلب المخطئ ، وربما تقبل بعض أخطائه ويصحح بعضها حسب الخطأ وحجمه.
15 - عليك بالتفريق بين ما إذا كان المخطئ جاهلا أو متعمدا أو ناسيا في أسلوب تبليغه حسب الطبائع ، كذلك التفريق بين الذي يكرر الخطأ وبين من وقع فيه لمرة واحدة مثلا.
-16 - إذا احتوى عمل شخص ما على خطأ معين فلا بد من تقدير قيمة الخطأ بالنسبة للعمل كله ، وهو ميزان في مسألة النقد الهادف ، ويقتصر في الإنكار على موضع الخطأ مع تقبل باقي العمل حسب التقدير.
١٧ - إذا قررت أن تواجه شخصا بخطئه فاختر وقتا مناسبا ومكانا مناسبا ولا تنقده في حضرة الناس.
-18- لابد من حفظ مكانة المخطئ وتقدير رأيه إذا ما صدر خطؤه عن نظر منه ، ومناقشته في ذلك بصورة هادئة بدون تسفيه.
-19 - لا تقلد في التصحيح ، فالأسلوب الذي يستطيعه زيد قد لا يمكن لعمرو أن يستخدمه ، لذلك لابد من توخي الحكمة وتقدير الموقف.
20 - ليس كل الناس أهلا للمصارحة أو تقبل النقد ... فمنهم من يقبل ... ومنهم من يقبل ظاهرًا لكنه يضمر في نفسه خلاف ذلك! ... ومنهم من يدافع عن نفسه بالباطل! .. ومنهم من يغضب ويزمجر!! لذلك فإني لا أرى أن المصارحة هي الخيار الأول حتى عند إتاحة الفرصة لها ، بل يعتمد على الوضع وعلى الموقف وعلى نفسية المخطئ ، كما يؤخذ في الحسبان مدى قوة أو ضعف العلاقة بين المخطئ والمصحح. وبرأيي القاصر لابد أن ينتبه المربي أو المعلم أو الناقد لمثل هذا الأمر فلا يتعجل بنقد التصرفات أو النشاطات أو المساهمات بمختلف أنواعها إلا بعد أن يدرس شخصية من يقوّمه وأثر النقد على نفسه ، وربما كان السكوت على مساهمات المبتدئين والاكتفاء بتشجيعهم على التقدم أجدى وأنفع من النقد ولو كان هادفا لأنه قد يشككهم في قدراﺗﻬم.
[b]