رأفت يوسف توفيق *
| موضوع: الملف المتكامل لشهيده القديسين هناء يسرى الجمعة نوفمبر 04, 2011 9:58 am | |
| الملف المتكامل لشهيده القديسين هناء يسري ولدت هناء يسرى زكى فى 14 اكتوبر 1988 بمدينة فايد محافظة الاسماعيلية وارتبطت بكنيسة مارجرجس -فايد حيث ارتوت من ينبوع الكنيسة الام كانت بنت طيبة لا تعرف معنى الكره او الزين الخارجى بل كانت وديعة طاهرة جميلة فى شكلها البسيط والهادئ بسيطة فى معاملاتها محبوبة من الجميع. حياتها أتمت الثانوية العامة والحقت بكلية التربية جامعة قناة السويس وفى السنة الاولى بالجامعة تقدم لها شاب من الاسكندرية يدعى ماجد ناجى (من ضمن المصابين فى الحادث) حيث سمع عن سمعتها الطيبة ونقاوتها وأهلها الطيبين وكان صعب على الاهل فراقها ولكن ارادة الله تمت وزوجت فى 4 فبراير 2007 وزفت الى الاسكندرية بمنطقة ميامى. أنجبت هناء ابنها الاول والوحيد يوسف وابتدأت فى تعريف ابنها بالأم الكبرى الكنيسة الارثوذكسية التى واظبت عليها.
التجربة الاولى بدأت التجربة قبل الحادث بحوالى 4 شهور حيث حاول عدو الخير اخافتها فظهر لها فى بادئ الأمر خيال يجول فى الشقة ثم ابتدأ يظهر لها بصورة أقوى وأقرب الى الواقع عدة مرات وفى مرة جاءها وهى تحاول النوم ووجدها فى الشقة مع ابنها وخافت كثيرا لمحاولته ايذائها ولم تستطع أن تصرخ أو تتكلم فجاءها صوت من داخلها وابتدء يملئ عليها كلمات مزمور لم تكن تعرفه من قبل فرددت الكلمات وراءه حتى تلاشى الشيطانفقامت على الفور وابتدءت تصلى فى الشقة جميعها ثم أمسكت بسلاحها وهو الكتاب المقدس وفتحت سفر المزامير واذا بها تجد المزمور الذى كان يملئ عيها كلماته فاختبرت قوة الله .
التجربة الثانية كانت الشهيدة هناء تحب جدتها والدة أمها كثيرا وكانت اجدةى مريم زكى قديسة على الارض تعرف الناس بقلبها وكانت لها أفعال وأقوال تدل على قداستها حتى فى أثناء انتقالها الى السماء أثناء اصابتها بمرض السرطان رأت الكثير من القديسين , فعند رحيلها حضرت حفيدتها هناء الى حزنت كثيرا على فراق الجدة وقالت ان الذى يعزينا أنها فى السماء وياريت نبقى زيها , وكانت الجدة تدعو لــ هناء دائما بدعوة جميلة جدا وتقول لها (ربنا يعلى مراتبك) وفعلا استجاب لها الله ونالت أعلى مرتبه وهى الشهادة. التجربة الثالثة حدثت تجربة قاسيه يجب ان نخوض فى تفاصيلها ولكنها هزت وجدان هناء حتى انها بقيت فى فايد لمدة اكتر من شهر تراجع وتفكر فى الكثير من امور حياتها وقررت ان تسامح بالاكتر وتتحمل الكثير وتقربت من الله اكثر ورجعت الى الاسكندرية مملؤة قوة وتعزية حتى تاريخ الاستشهاد . االأنبا كاراس يعزيها ويفرحها اثناء وجود هناء بالقاهرة مع الاسرة جميعها كانت هناك صورة للأنبا كاراس السائح وعندما وضعت رأسها عى الصورة بأستسلام كامل جاءت يد الانبا كاراس اليمنى على رأسها ( مكان الجرح الذى استشهدت على اثره وهو بجهة اليسار ) ثم بعد ذلك ظهر لها الانبا كاراس قبل الاستشهاد بفترة قليلة ثلاث مرات وكانت فرحة بذلك لوجود علاقة حب مع القديس العظيم ليلة الحادث ابتدت هناء تتصل بأهلها والاقرباء منها فى ليلة رأس السنة 2011 تهنئهم بحلول العام الجديد وتتمنى لهم سنة سعيدة .
ذهابها الى كنيسة القديسين والخروج منها الى الكنيسة السمائية المنتصرة
خرجت هناء مع زوجها وابنها فى الوسط ممسك بيد ابيه وامه وما هى الا لحظة وكان الجميع على الارض الام رأسها غير مكتمل والدم يسيل منه بغزاره والاب مدمى على الارض به العديد من الشظايا التى احتاجت فيما بعد اكثر من عملية لأخراجها والطفل يوسف يرى المنظر الصعب وهو سليم لم يمسة شئ ( معجزة) ظل ما يقرب من ثلاث ساعات تائها وسط الاشلاء ووجد بعدها يبكى وملابسه ملطخه بدماء الشهداء.
ليلة عصيبة فوجئنا الساعة 9 مساءا ليلة رأس السنة بأتصال من والد الشهيدة الاستاذ يسرى زكى يقول انه سوف يأتى الى القاهرة لزيارة خالتها هنا نظير ليقضى ليلة رأس السنة معنا وهذه اول مرة يحدث ذلك وقد قال انه متضايق ويريد ان يسهر معنا وعند وقت 12 مساءا حيث نطفئ النور كالعادة ونصلى تلك النقلة الى السنة القديمة الى الجديدة بالمنزل لم نكن سعداء ككل مرة ولم نعرف السبب وعند الساعة 1 صباحا اتصل اخو الشهيدة مينا يسرى ووالدته ماجدة نظير يقولون انه يوجد انفجار بكنيسة القديسين وانهم خائفون على الشهيدة هناء واسرته وانهم حاولو الاتصال بها وبزوجها وحماتها ولكن دون جدوى وطلب منى ابوها ان نذهب الى الاسكندرية الساعة 2 صباحا وتوجهنا على الفور الى الاسكندرية وخلال سفرنا جاءنا تليفون من اخيها مينا ويقول انه يرى الحادثة على النت وبها واحدة تشبه اخته وهى شهيدة فقلنا له لا تتسرع نحن فى طريقنا فأتصل بخاله الراهب تادرس المحرقى الذى قال له ( اختك فى السماء وهى منورة قدامى ) فاذداد الامر سوءا واثناء سيرنا حاول الاب الاتصال بالاسرة فى الاسكندرية حتى رد احد اقارب الزوج وقال ان الزوج فى مستشفى فيكتوريا والطفل موجود ولكن هناء لا نعلم عنها شئ فاذداد الامر سوءا ولكن توقعنا انها محجوزة فى الكنيسة او مع احد الاقارب ثم كلمنى اخيها الاكبر هانى وكان قلق جدا عليها وقال لى انا حاسس ان حصلها حاجة حيث اجريت مكالمة الى مباحث الاسكندرية واخبرونى ان ماجد ناجى وهو زوج الشهيدة مصاب وتم نقلة الى المستشفى اما الطفل والشهيدة لاتوجد لهم اى بيانات . تابعنا السير الى الاسكندرية وكان الجو صعبا به امطار وشبوره وكنا نصلى طول الطريق ان نجدها حتى لو مصابه ولكن ليست ميتة فلم نتخيل ان هذا قد يحدث لها ابدا . وصلنا الى الاسكندرية وتوجهنا الى مستشفى فيكتوريا حيث وجدنا زوجها واطمئنا عليه وعلى الطفل يوسف ثم بعدها توجهنا الى اكثر من مستشفى بحثا عن هناء ولكن الله لم يتركنا فى حيرتنا حيث اتصلت زوجتى هنا نظير خالة الشهيدة وقالة لى وهى تبكى وتصرخ هناء ماتت انا اتصلت بتليفونها ورد عليا واحد من الشرطة وقال لى صاحبة التليفون موجودة بكوم الدكة وبالسؤال عن هذا المكان وجد انه مشرحة .
اصعب اللحظات توجهنا الى المشرحة ثم دخلنا انا وابيها لرؤيتها وكان المنظر لا يوصف فلا استطيع ان اقول سوى انها مجزرة وكانت الاشلاء والرؤؤس والاقدام مع الدم تملأ المكان برائحة بشعه وتعرف عليها والدها حيث قال لمساعد مدير الامن هى بالفعل بنتى وتوجد علامة صليب فى يدها اليمنى واذا بها تحرك يدها اليمنى الموجود بها الصليب من فوق علامة من الله وتعزية للجميع . كان المنظر مريع وتذكرت الشهداء فى ايام الرومان حيث كانو يقطعونهم ويمزقونهم الى اشلاء وانفرطنا فى البكاء مع الرجاء ورضينا باارادة الله الذى سمح بذلك وشكرناه وجاء احد كهنه كنيسة القديسين ومعه كاهن اخر ومحامى وطلبنا منهم ان تدفن هناء بالأسماعيلية ولكنهم ارادو دفنها بالاسكندرية مع باقى الشهداء واسر ابوها واهلها على ان وجودها كبركة لمدينة فايد وايبارشية الاسماعيلية كلها لان ذلك كان طلبها قبل موتها ان تدفن فى فايد فأتصلو باحد الاساقفة الذى افاد بأنه لنا الحرية فى ذلك وانتظرنا اجراءات كثيرة .
واثناء ذلك اتصل بى خالها الراهب تادرس وقال لى انه وصل الى فايد وطلب منى انهاء جميع الاجراءات من تغسيل وتكفين وصندوق حتى لا يرى اهلها منظرها بهذه الصورة وفعلا ما هى الا ساعة ووصل عمها العقيد كمال وابنه واخرين من طرف زوجها وذهبو واحضرو المطلوب ووقفت انا شاهد على الشهيدة فى تغسيلها وتكفينها ووضعها فى الصندوق .
كان منظر وجهها بعد التغسيل واضح وجميل كأنها نائمة والعجيب اثناء لف البرنس رأيت بعينى نقط دم حمراء على البرنس كأن الجرح حدث حالا والدم لونه احمر فاتح مع العلم بأن لدم يتجلط سريعا ولكن الدم كان احمر ولا يتغير لونه ولم نكن نعلم مصدره حيث انه كان على شكل نقط متفرقه ثم ذهبنا الى مدينة فايد حيث ولدت وتربت ودفنت .
كان الالاف ينتظرون وصولها لأنها اول شهيدة مباركة يعرفونها عن قرب اصبحت موجودة فى بلدهم واثناء حمل احد الشمامسة الصندوق وجد اثار دم على تونيته حسب ماروى من اكثر من شخص رأوه مع العلم انه كان قد مر على استشهادها اكتر من 20ساعة . ودفنت فى مدافن العائلة بجوار جدتها التى توفيت قريبا حتى يتم اعداد مزار خاص بالشهيدة فى نفس الكنيسة .
| |
|