اعتاد القديس أرسانيوس الكبير ناكر كل متعة جسدية ان يروي للاباء قصصه ورؤاه المفيدة والتي كان ينسبها لاشخاص اخرين كي يتجنب المجد الباطل.
قال البار: مرة بينما كان راهب مسن يجلس في قلايته سمع صوتا ملائكيا يقول له : اخرج لكي اظهر لك قيمة اعمال البشر
فخرج الراهب وسار وراء الملاك الى ان وصلا الى احد الاماكن وكان هناك انسان يقطع حطبا وحين انتهى من قطع الحطب ربط حزمة وحاول ان يحملها ولكنه لم يستطع فوضع الحزمة ارضا ثم اضاف اليها بعض الاخشاب الاخرى وحاول حملها مجددا دون جدوى وتابع على هذا المنوال .ث
م تابعا طريقهما واشار الملاك للراهب الى انسان اخر كان ينهل ماء من نبع بواسطة قدر مثقوب وكما كان طبيعيا لم يكن الوعاء يبلغ حافة النبع الا وقد فرغ من الماء كله
ثم الى الامام قليلا تطلعا فشاهدا كنيسة كبيرة وكان هناك شخصان يقومان بحمل خشبة كبيرة جدا بشكل افقي ويحاولان الدخول الى الكنيسة واستمرا وقتا طويلا في المحاولة ولكن بدون جدوى لانهما لم يديرا الخشبة بشكل صحيح ولا تركاها.
ثم قال الملاك للراهب : اسمع الان كيف يتم تفسير هذه الامور الشخصان اللذان يحملان الخشبة يرمزان الى الذين يعتقدون انفسهم ابرارا وبهذه الطريقة بسبب كبريائهم يبقون خارج الفردوس. وذاك الذي كان ينهل الماء بوعاء مثقوب كان يمارس الفضائل: صوم,صلاة,احسان............ ولكنه محب لأعجاب الناس به
وبما ان الظهور ومدح الناس يعجبانه فلهذا قد نال اجرته .وفي النهايه ذاك الذي لم يستطع ان يحمل الاخشاب فيرمز الى كل شخص لديه خطايا كثيرة وعوضا من ان يطرحها عنه بالتوبة يضيف اليها خطايا جديدة
منقول